تعرفوا إلى قصة الشاعر العربي الذي فقد عقله وحوّل قصائده إلى أساطير
 
 اليوم حابب أشارككم قصة شاعر عربي مختلف جدًا، يمكن قليل من الناس سمعوا عنه، لكن اللي يعرف قصته مستحيل ينساها. القصة عن الشاعر السوداني 
إدريس محمد جماع (1922-1980)، شاعر جمع بين الموهبة الفذة والمأساة الإنسانية، حتى صار اسمه يثير الفضول وكلماته تعيش كأنها من زمن الأساطير.
 ✒️ البداية والنشأة
 ولد إدريس جماع عام 1922 في ضاحية 
حلفاية الملوك شمال الخرطوم، في أسرة متوسطة. من صغره كان عنده ميل للشعر وللغة العربية، وبدأ يكتب وهو في سن مبكرة. بعد ما أنهى دراسته، دخل سلك التعليم وصار 
مدرسًا للغة العربية، لكنه كان شاعرًا في داخله قبل أي شيء آخر.
 📖 ديوانه الوحيد
 رغم موهبته الكبيرة، لم يترك وراءه سوى ديوان شعري واحد بعنوان: 
"لحظات باقية". ومع ذلك، ترك بصمة قوية في الشعر السوداني والعربي. كثير من قصائده غناها الفنان السوداني 
سيد خليفة، وانتشرت كأغانٍ خالدة.
 💔 بين الحب والجنون
 واحدة من أشهر قصائده خرجت من موقف بسيط لكنه غيّر مساره. بينما كان في مكان عام، لمح فتاة ترتدي نظارة سوداء، فكتب بيته الشهير:
 
"السيف في الغمد لا تخشى مضاربه
 ولحظ عينيك في الحالين بتار"
 بيت قوي جدًا لدرجة أن البعض اعتقد أنه من العصر الجاهلي، لكنه في الحقيقة من شعر جماع.
 ومع مرور السنوات، بدأت حالته النفسية تتدهور. عانى من صدمات كثيرة في حياته، ومع إحباطاته المتكررة وغياب التقدير، دخل في عزلة طويلة وصمت شبه كامل منذ أوائل الستينيات. انتهى به الحال في 
مستشفى الأمراض العقلية، حيث قضى بقية حياته حتى وفاته عام 1980.
 📝 شهادات عن عبقريته
 الأديب الكبير 
عباس محمود العقاد لما عرف بوجوده في المستشفى، قال جملة لا تُنسى:
 "هذا الكلام لا يستطيعه إلا ذوو الفكر!"
 وهذا كان اعتراف ضمني بأن إدريس جماع شاعر عبقري، حتى لو اعتبره الناس مجنونًا.
 🕊️ إرث لم يُنصف
 للأسف، كثير من الأبيات التي تُنسب إليه على الإنترنت ليست له، وأثبتت الدراسات (زي دراسة الناقد محيي الدين الفاتح) أن لغته كانت متقنة جدًا، بعكس الأخطاء المنتشرة في بعض الأبيات التي ألصقت باسمه.
 لكن رغم ذلك، بقي إدريس جماع حاضرًا في الذاكرة، كرمز للشاعر المرهف الذي عانى من قسوة الحياة وعدم التقدير.
🔹 
الخلاصة:
 إدريس جماع مش مجرد شاعر سوداني، هو حالة إنسانية استثنائية. جمع بين 
الموهبة الخارقة والجنون المأساوي. صحيح أنه عاش مهمشًا ورحل في صمت، لكن كلماته الباقية تخلد اسمه بين الشعراء الكبار.
🌹 سؤال للنقاش للأعضاء:
 برأيكم، هل يُعتبر الجنون أحيانًا الوجه الآخر للعبقرية؟ وهل لو لقي إدريس جماع الدعم والاحتواء، كان ممكن يكون في مصاف كبار الشعراء العرب زي نزار قباني وأحمد شوقي؟